ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺇﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ / ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺍﻟﻘﺮﻇﻲ (ﺕ 108 ﻫـ) ﻗﺎﻝ :
ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﻌﻪ ﻏﻼﻣﻪ ﺳﺎﻟﻢ
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻋﺎﺑﺪﺍً ﺧﻴِّﺮﺍً ﺯﺍﻫﺪﺍً..
ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺍﻟﻘﺮﻇﻲ:
ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺩﺑـَّﺮْﺗـُﻪ ﻭﺍﻟﺘَّﺪْﺑِﻴﺮُ ﻫﻮ ﺃَﻥ ﻳُﻌﺘﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﺒﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ: "ﺃَﻧﺖ ﺣﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻲ"
ﻗﺎﻝ (ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ): ﻓﺄﺯﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﺃﻱ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺛﻤﻨﻪ.
. ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺳﺎﻟﻢ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ:
ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺇﺑﺘﻠﻴﺖُ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﺇﻱ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺑﺘﻼﻧﻲ ﺑﻬﺬﻩ "ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ" ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺭﻏﺒﻬﺎ
ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺗﺨﻮّﻑ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻧﺠﻮ ﻣﻦ ﺗﻘﺼﻴﺮﻱ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻘﺪﺭﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﺎﻟﻢ:ﺇﻥ ﻛﻨﺖَ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻬﺬﺍ ﻧﺠﺎﺗﻚ، ﻭﺇﻻّ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳـُﺨﺎﻑ ﻣﻨﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﻼﻡ: ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﻋِﻈﻨﻲ
ﻗﺎﻝ: ﺇﻥّ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ "ﺃﺧﻄﺄ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ" ﺧﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨـّﺔ،، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﻊ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﺗﺮﺟﻮﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨـّﺔ!! ﺛﻢ ﺳﻜﺖ
ﻓﻌﻠّﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺍﻟﻘﺮﻇﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ"ﺗﺰﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴِّﺌﺎﺕ" ﻭ"ﺗﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ"،
ﻻ ﻳُﺠﺘﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﺍﻟﻌﻨﺐ